من هو فان جوخ ؟
اسم الحقيقي هو فينسنت ويليم فان جوخ المولود يوم 30 مارس 1853 بمدينة زونديرت في هولاندا، هو رسّام و فنان انطباعي هولاندي و تعتبر لوحاته من أشهر و أغلى اللوحات في العالم و أكثرها شعبية، فعلى سبيل المثال لوحة الدكتور بول غاشيه التي تعتير أغلى لوحة لفان جوخ و التي بيعت سنة 1990 بمبلغ 83 مليون دولار أي ما يعادل اليوم حوالي 180 مليون دولار.
فينسنت فان جوخ - حقائق مثيرة عن قصة الرسام فان جوخ |
الفنان فان جوخ واحد من الفانين الذين وضعوا بصمة في تاريخ الرسم و الفن بشكل عام كما تعتبر قصته واحدة من أرقى و أغرب القصص في التاريخ، لذلك سنقدم لكم في هذا المقال حقائق و معلومات لا يعلمها الجميع عن قصة الرسام فينسنت فان جوخ.
ما قصة الرسام فان جوخ ؟
ولد فينسنت ويليم فان جوخ بتاريخ 30 مارس 1853 بمدينة زونديرت الهولاندية لأب كاهن يدعى ثيودورس و أم تهوى الرسم اسمها آنا كورنيليا كاربنتوس، و قد كان فينسنت بالنسبة لوالديه "بديل طفل" حيث ولد بعد سنة من ولادة أخيه الذي كان يحمل نفس اسمه و الذي مات أثناء ولادته، و قد أثر هذا الأمر كثيرا على حياة فان جوخ في ما بعد.
كان لفينسنت فان جوخ هم وحيد منذ صغره و هو إرضاه والديه و إفناء حياته لجعلهم فخورين به، فقد سبق و قال أنه يتمنى لو كان بإمكانه أخذ روح أبيه و جده و أن يصبح كاهنا مثلهم، كما أنه كان دائما و منذ صغره يرسم لساعات طويلة في سبيل رسم لوحة تجعل أمه التي كانت تعلّمه هو و إخوته الرسم فخورة به. ولكن للأسف حب فينسنت لوالديه لم يكن متبادل، فقد كانوا دائما يتجاهلون ما يفعله بل و يرون أن ابنهم غريب و فيه أعراض خطيرة للاكتئاب.
في سن 11 سنة، تم إرسال فان خوخ من قبل والديه إلى مدرسة داخلية بمدينة زينيبيرغن، الشيئ الذي شكّل صدمة للطفل فينسنت و أثر على باقي حياته مما جعله كثير التنقل من مكان لآخر آملا في بناء مسار مهني يجعل أمه و أبوه فخورين به.
و بعد إتمام دراسته الابتدائية بتفوّق اضطر فان غوخ بقرار من والديه ترك دراسته، فاتجه و هو في عمر 15 سنة رفقة أخيه ثيو للعمل عند عمه في محل لبيع اللوحات الفنية، و لكن رحلته في هذا المحل لم تدم طويلا حيث تم طرده من قبل عمه لأنه كان يسيء من قيمة اللوحات المعروضة للبيع.
اتجه فينسنت فان جوخ بعد ذلك إلى أمستردام لدراسة الإنجيل أملا في أن يصبح مثل أبيه، و لكنه يفشل مرة أخرى حيث رفض اجتياز امتحان اللغة اللاتينية التي تعتبر "لغة ميّتة" بالنسبة له.
يقرر فان جوخ الرحيل إلى بلجيكا للتطوع كمبشّر في إحدى المدن التي كانت تعتبرها الكنيسة منفى لمعاقبة الكهنة، و قد كان محبوبا جدا لدى أهل المدينة حيث كان يتبرع لهم بكل ما يملك لدرجة أنه منح بيت الكنيسة الخاص به لإمرأة فقيرة، و لكن يتم عزله من قبل الكنيسة التي كانت تعتبر سلوكه مهينا بالكهنة و المبشرين.
ازدواجية فينسنت و قراراته المعارضة لتصرفاته كانت ترجع لإرادته في كسب حب و تقدير والديه و جعلهما فخورين به، و لكنه كان أمام قرارين حاسمين بالنسبة له، فإما أن يتبع طريق والده في أن يصبح كاهنا و إما أن يتبع طريق الفن و الرسم الذي كانت تعشقه أمه. و في البداية قرر فان جوخ نهج مسار والده لذلك قرر الخروج من محل بيع اللوحات و الذهاب في طريق أبه ثيودورس و لكنه فشل في ذلك بعد العديد من المحاولات.
في نهاية المطاف و في سن 27 عاما، قرر فينسنت فان جوخ أن يصبح رساما و أن يبدأ في لكسب حب و ود أمه آنا، و لكن الصدمة هي أن أمه نفسها رفقة أبيه رفضوا قرار ابنهم. ولكن ثيو أخ فينسنت الذي كان لايزال يعمل لدى عمه في المحل قرّر التكفل بمصاريف دراسة أخيه لأنه كان يرى أنه موهوب.
قصة حب فان جوخ
عاش الرسام فان جوخ العديد من قصص الحب في حياته، و لكن القاسم المشترك بينها هو أن كلها لها علاقة بأمه و ربما يرجع السبب في ذلك إلى نقص الحب و الاهتمام الذي كان يلقاه من أمه حيث يحاول إيجاده في محبوباته.
و أول امرأة أحبها الرسام فان جوخ كانت هي قريبته الأرملة كي فوس ستريكر التي ذهبت في أحد أيام سنة 1881 لزيارة عائلة فان جوخ رفقة أبنائها، فوقع فينسنت في عشقها فور رؤيته لها لأنها ذكرته بأمه، و كان يعتقد لاوعيا أن حبها له قد يعوضه عن حب أمه الغائب له. و لكن لسوء حظ فان غوخ مرة أخرى أن كي لم تحببه و رفضت رفضا قاطعا هي و أبوها عندما عرض عليها الزواج.
رحل فينسنت فان جوخ بعدها إلى مدينة لاهاي ليقع هناك في حب محبوبته الثانية و اسمها سيان، و لكن مرة أخرى لم يستطع الرسام الهولاندي الزواج منها و ذلك لأنها كانت بائعة هوى كما أنها كانت حامل و لها ابنة غير شرعية فرفضت أسرته هذا الزواج. و كان فان جوخ دائما ما يرسم سيان بشكل قريب من أمه و ذلك لأنها هي الأخرى كانت تذكره بها.
لماذا قطع فان جوخ أذنه ؟
كان لفان جوخ حلم كبير و هو يجمع أكبر عدد من الرسامين في بيت واحد بما يسمى "مستعمرة الرسامين"، و بالفعل بدأ حلمه هذا بالتحقق عندما هاجر عام 1888 إلى آرل الفرنسية و عيشه في البيت الأصفر إذ دفع ثيو أخ فينسنت 150 فرنك شهريا للرسام بول غوغان للانتقال إلى آرل و بدء فكرة المستعمرة مع الرسام الهولاندي.
و لكن مع مرور الوقت، بدأت بعض الخلافات الفنية في الضهور بين الرسامين، و بعد الكثير من المشادات قرر غوغان الانسحاب من حلم المستعمرة و الرجوع إلى باريس، و من شدة الغضب الذي كان فيه أقدم فان جوخ على قطع أذنه اليسرى بشفرة حلاقة و منحها لجارته راشيل التي يعتقد أن الرسامين كانا يتنافسان على نيل إعجابها ليكون بذلك الرسام الذي قطع أذنه.
أغلى لوحات فان جوخ
رسم الفنان فان جوخ خلال مسيرته الفنية الممتدة لعشر سنوات فقط أكثر من 2100 لوحة و تعتبر أغلب لوحاته من أشهر و أغلى اللوحات الفنية في العالم، و هذه فائمة لأغلى 4 لوحات رسمها فان جوخ :
- لوحة الدكتور بول غاشيه : 83 مليون دولار
- لوحة عامل الحقل : 81 مليون دولار
- لوحة فان جوخ بدون لحية : 72 مليون دولار
- لوحة منظر طبيعي تحت سماء عاصفة : 54 مليون دولار
دون أن ننسى أن أغلب هذه اللوحات بيعت منذ سنين إذن فقيمتها ارتفعت في وقتنا الحالي كما أن الكثير من لوحات فينسنت موجودة في متاحف و ليست للبيع.
كيف مات فان جوخ ؟
في يوم 27 يوليو 1890، عاد فينسنت فان جوخ من الحقول التي كان يرسم فيها إلى أخيه و هو مصاب بطلقات نارية، و بعد يومين في هذا الحال مات فان جوخ في يد أخيه ثيو و هو يعتذر له لأنه كان طوال عمره عبئا عليه.
و يعتقد الكثيرون أن فينسنت فان جوخ مات منتحرا، ولكن أغلب المصادر تأكد أنه غالبا مات على يد متنمرين يسخرون من رسومه و أنه أصلا لم يكن يتوفر على مسدس.
و في الختام : فإن الرسام الشهير فينسنت فان جوخ يبقى واحدا من أشهر و أفضل الفنانين التشكيليين في التاريخ و تبقى قصته مليئة بالمغارقات الغريبة ولكن أغرب مفارقة هي أن فان جوخ لم يبع سوى رسمة واحدة و هو على قيد الحياة. و نتمنى أن تتركوا لنا في التعليقات من هو المشهور المقبل الذي تريدون معرفة حقائق و معلومات مثيرة عنه.